Card image cap

فِضلوا أنبِيَا 2

منذ 3 سنوات

ونبدأ..
الجد: لما أنت حزين يا صغيري؟
الحفيد: قلبي يؤلمني يا جدي، يؤلمني فكأن زجاجة قد كسرت به، فانتثر الزجاج في كل مكان، فما به من مكان إلا وقد أصابه الوجع والله..
الجد: هوِّن على قلبك، هوِّن عليه، ماذا أصابك يا صغيري؟ لا تقل، أهذه سجية مغرم؟ :"D
الحفيد: للأسف هي كذلك، للأسف قد زلت قدمي في هذا الوحل يا جدي، ولكن كيف؟ .. لا أعلم!
الجد: قد كبر الصغير، أصابك سهم الحب يا مسكين :'D
ولكن أنت من سمحت لهذا يا صديقي، فالذنب ذنبك..
فأنت في هذا مخير يا صغيري، كسرت القواعد، فأصابك الله به.
الحفيد: قواعد ؟
الجد: نعم يا بني، فبالتأكيد قد هتكت واحدة من آداب الإختلاط.
الحفيد: وما تلك الآداب يا جدي؟
الجد: هي كما قال الشيخ أنس سلطان: " لا تُطل النظر، ولا تستَبِح الحديث، وكُف عن المزاح، والزم الكلفة، واجتنب حدوث الألفة، وإلا فاحفظ نفسك ونفوس من حولك ولا تختلط ".
الحفيد : ولكني لم أطل النظر والله، كانت أول نظرة، ألم يسمح النبي صلى الله عليه وسلم بأول نظرة؟
الجد: لا يا بني، فهذا تأويل خاطئ للحديث، فأول نظرة تكاد لا تكون ثانية..
فإن مكثت ثانية، فقد أطلت يا صديقي.
الجد: يا صغيري، ألم تسمع عن نبي الله يوسف؟
أتته امرأة العزيز، وهي مَن هي في المنصب والجمال، ولكنه لم يزل يا صديقي، أتعلم ما كان رده وقتئذٍ؟
الحفيد : " مَعَاذَ اللَّهِ "، ولكنه نبي الله يا جدي!
الجد : وما في هذا يا صغيري؟ ألم يكن من جنسك؟
ألم يخلق الله جل ف علاه الأنبياء من جنس البشر؟ .. فما العلة إذًا؟ أيخلق الله عز وجل شيئًا عبثًا؟
الحفيد: حاشاه سبحانه، ولكن..
الجد: لا تستدرك يا بني، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الأنبياء من بني آدم، وهو القادر على أن يخلقهم من جنس أطهر من أن يكون من البشر والجن والملائكة..
ولكن خلقهم من جنسك لنأخذ العبرة..
وأكمل الحديث..
أتته امرأة اعزيز، وهمت به وراودته عن نفسه وقالت له: هيت لك، تهيأت لك يا يوسف..
فـ رد الحبيب بقوله " مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ".
وليس هذا فحسب يا صغيري، بل دعت يوسف إلي مجلسها واتت بأشراف قومها، وقطعن أيديهن..
وقالت بعلو صوتها " وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ "، أتعلم بما رد يوسف بعد كل هذا؟
" قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ "، وجع التعذيب ف السجن و ألم العيش في ظلمته، ووحشيته، كان أحسن عند يوسف من لذة الوقوع في الخطيئة.
وكان الرد واضحًا، قولًا واحدًا " قَالَ مَعَاذَ الله ".
الحفيد : وماذا بعد يا جدي؟ .. ما العمل إذًا؟ زلت قدمي، فات الأوان :"(
الجد : ليس بعد يا بُني، ليس بعد ^^
لما أذنب سيدنا آدم -عليه السلام- قال: يا رب، " أفرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلى الجنة؟ " قال ربنا: " بلى ٰ" فكانت هذه الكلمات التي تلقاها سيدنا آدم فتاب الله عليه.

اتق الله يا بُني، ولا تتعلق بشيء إلا به، فكل العالم في زوال ..
استعصم بربك، فهو القائل " وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ".
اترك الدنيا وما فيها، ولا تتبع خطوات الشيطان فـإن نجح في فشلك الآن، ستفشل هناك " في الآخرة " وستندم، ولكن يوم لا ينفع الندم!
فـ هو هكذا يبدأ بفشلك في الدنيا، فتتحطم إنتاجيتك وهمتك وعزيمتك وإرادتك..
وتتوالي الهزائم ويكبر الفشل ويعم ع الجميع..
خذ درسك من قصة سيدنا يوسف وكذلك أبو البشرية سيدنا آدم -عليهما السلام-، تعلّم قصص الأنبياء، فقد قص الله سبحانه وتعالي قصص الأنبياء لرسولنا ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم؛ ليربط ع فؤاده..
فهو القائل: " لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ".
وهو من هو يا صغيري، هو النبي العظيم، ولكن كان في حاجة لتثبيت فؤاده، وأنت أحوج به من هذا يا صديقي.


فلا تقل قد فات الأوان، وتُب كما فعل سيدنا آدم، وقل معاذ الله كما فعل سيدنا يوسف ^^


واعلم، أن لكل مرحلة هدف، وهدفك الآن هو النجاح..
ومن ثم ابحث عن رفيقة الدرب، ولن تكون هكذا إلا في الحلال والله..
فـ الحب دون الزواج إبتلاء يا صديقي، قد يهوي بك إلي تحت الثرى، والحب الحلال رزق، قد يسمو ويعلو بك إلي فوق الثريا..
تذكّر الحب دون الزواج إبتلاء، واستعصم بربك واستكفِ به، فكفي بربك هاديًا ونصيرًا.
الحفيد: ولكن قلبي يا جدي!
الجد: تعلق يا صغيري بربك وكتابه، ما أنزله الله علينا لنشقى، هو القائل: " طه، مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ "!
فبدّل هذا التعلق في قلبك يا صغيري، بدله بحب الله، اشك له ضعف حالك وقلة حيلتك، أخبره بأن لعبد من عباده قلب يتألم، قلب يعتصر وجعًا، قلب قد تعلق بغيره وقد جاءه الآن تائبًا..
أخبره أن تائبًا بابه، وإنك إن قرعت أبواب عباده فحتمًا سيكون بينهم كريم وسيكرمك، فكيف به وهو أكرم الأكرمين؟
اذهب إليه، وسيكرمك يا صغيري.
وللحديث بقية..
" إنسان "

0 تعليق
إترك تعليق