Card image cap

قصة من فُسطاط القرآن 💙💫

منذ 3 سنوات

بسم الله نبدأ ⁦:⁦(✯


كان ياما كان ما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام .
قصتنا الأولى ذُكرت في أطول سورة في القرآن،
وسميت أطول سورة في القرآن الكريم "سورة البقرة" وذلك لأن الله سبحان ذكر في هذه السورة أحداث تلك القصة التي بدأت بالقتل وانتهت بالإحياء وتخلل ذلك أحداث مثيرة و خارقة للعادة. اليوم نقدم لكم تفاصيل هذه القصة كما رواها ابن كثير والطبري ؛فكونوا معنا.
بعد خروج نبي الله موسى عليه السلام من مصر وهلاك فرعون وجنوده، مكث بنو إسرائيل في الشام ومرت عليهم السنين وكثرت فيهم الشرور والمعاصي فكثر فيهم الربا والزنا والقتل والسرقة وكان من بينهم جماعة صالحون أعتزلوهم وبنوا مدينة خاصة بهم ، كانوا إذا چنّ عليهم الليل و جاء المساء لم يتركوا واحدًا منهم خارج المدينة،و إذا اصبحوا كانوا مع الناس في المعاملات حتى يُمسُوا، ولما رأى موسى عليه السلام كثرة القتل في بني إسرائيل كان إذا رأى قتيلًا قريبًا من دار قوم أغرمهم دِيَته، وإذا وجد قتيلًا بين قريتين او قبيلتين قاسوا المسافة بينهما ف إلى أيتهما كان أقرب غُرِمت ديته،وكان في بني إسرائيل شيخٌ كبير يملك الكثير من الأموال و لم يكن له إلا ابنةّ واحدة ،وكان بنو أخيه فقراء لا مال لهم ، وكان هذا الشيخ بخيلًا لا يعطيهم شيئًا ولا ينفق عليهم قليلًا أو كثيرًا،و ذات يوم تقدم أحدهم إليه يخطب ابنته فرفض وأهانه أهانة شديدة وعَيره بفقره و طرده من منزله شر طردة، ف حقِد عليه وشاركه أخواته ذلك ؛فتمنوا موت عمهم ف آتاهم الشيطان فقال لهم هل لكم أن تقتلوا عمكم وتأخذوا ديته؛ فقالوا كيف؟! قال تقتلوه و تتهمون المدينة المجاورة بأنهم قتلوه فوافقوا على ذلك ورحوا يدبرون لقتل عمهم وذات ليلة قام أحدهم وذهب إلى عمه وطلب منه أن يذهب معه إلى المدينة المجاورة و أخبره أن بعض التجار قد قدموا إليها و هو يريد أن يأخذ منهم تجارتهم وأنهم لو رأوا عمه معه أعطوه، ف وافق الرجل وكان يحب التجارة والمال فخَرج معه ليلًا ،ف لما اقتربوا من المدينة قتله وكان اخوته خلفه فحملوه و وضعوه أمام عتبة باب المدينة التي يسكنها الصالحون منهم ، و اختفوا خلف شجرة ينتظرون حتى يأتي الصباح فيتهمون أهل المدينة بقتله ويأخذون منهم الدِيَة وفي الصباح قام رئيس المدينة ف فتح باب المدينة فإذا به يجد القتيل فرجع إلى الخلف و أراد أن يرد الباب ف قالوا هيهات قتلتموه ثم تردون الباب!...


ف خرج أهل المدينة على هذا النقاش وكادت ان تكون فتنة كبرى وحمل الجميع السلاح وكاد أن يقع قتال شديد بين أهل القتيل وأهل المدينة فتقدم أحد الكبراء وكان رجلاً صالحاً حكيماً فقال لهم يا قوم ضعوا السلاح ولا يقتل بعضكم بعضاً، إن بيننا نبي كريم" موسى كليم الله" فلنذهب إليه و نطلب منه أن يكلم ربه ليخبرنا من القاتل فوافق أهل المدينة وحاول أهل القتيل أن يرفضوا ذلك وشككوا في قدره موسى علي معرفة القاتل وأذوه بكلام قبيح في غيبته ولكن باقي الناس وافقوا على رأي الشيخ وقالوا بل نذهب إلى نبي الله موسى ف رب موسى يعرف القاتل و موسى لا يكذب ،واصطحب الشيخ الناس الى حيث يوجد موسى ليطلبوا منه أن يدلهم على القاتل حتى تنتهي هذه الفتن ،عندما وصل بنو اسرائيل إلى موسى عليه السلام أسرع أهل القتيل فقالوا له يا نبي الله إن أهل هذه المدينة قتلوا عمنا ثم ردوا الباب فقال أهل المدينة يا نبي الله قد عرفت اعتزالنا المعاصي ،وبنينا مدينة كما رأيت؛ نعتزل شرور الناس والله ما قتلنا أحدًا ولانعلم قاتله فنادى موسى في الناس فقال أُنشدُ الله من كان عنده مِن هذا علم إلا بينه لنا، فلم يخبره أحد شيئًا،فقال شيخ منهم: يا موسى أنت نبي الله فسَل لنا ربك ان يبين لنا القاتل فربك أعلم به يا موسى فقام موسى عليه السلام يصلي و راح يسأل ربه أن يخبرهم عن القاتل فجاء الأمر من الله عز وجل بأن يذبحوا بقرة قال تعالى
"وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ" (67)
ف اعترضوا على ذلك،وقالوا يا موسى نسألك أن تدعو ربك أن يخبرنا عن القاتل،واأنت تقول أنه يأمرنا أن نذبح بقرة ما علاقة هذا بذاك ؟!، أتسخر منا وتستهزئ بنا ؟!فقال عليه السلام إني رسول الله لا يصح مني أنا أسخر أو أكذب على الله
فقالوا وإذا كان ربك يأمرنا بذبح بقرة فما هي هذه البقرة إن البقر كثير فهَلَا بيّن لنا وحدد لنا البقرة أسأل ربك يبيّن لنا ما هي. فعرف موسى عليه السلام أنهم يحاولون الهروب من تنفيذ الأمر ولو كانوا أطاعوا لذبحوا أي بقرة فعاد موسى عليه السلام يسأل ربه أن يبيّن لقومه البقرة المراد ذبحها فأخبره الله عز وجل أنها بقرة متوسطة العمر ليست كبيرة هرمة ولا صغيرة .


قال تعالى
"قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ".
فوجد بنو إسرائيل أن البقر متوسط العمر كثير فوقعوا في حيرة شديدة .
أي بقرة تكون في هذا الكم الكبير من البقر ،فعادوا يسألون موسى إنا وقعنا في حيرة ف البقر المتوسط بين الكبير والصغير كثير. فعادوا يسألون أكثر من ذلك؛ أسأل لنا ربك يبين لنا ما لون البقرة المقصودة،فسأل موسى ربه عن لون البقره فأخبره أنها بقرة صفراء اللون قال تعالى
"قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ "
فذهبوا فوجدوا الكثير من البقر الأصفر اللون
فوقعوا في حيرة أخرى واحسوا بالندم ف عادوا إلى موسى،وقالوا ادع لنا ربك يبيّن لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون، فما إن احسوا بالندم وقالوا ان شاء الله؛ حدد لهم الله البقرة المطلوبة فقال صفات لا تكون موجودة إلا في بقرة بعينها قال تعالى
"قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ" (71)
أي أنها بقرة ليست مُذَللة بالعمل في حراثة الأرض و لا مُعَدة للسقي في الساقية بل هي مكرمهة حسنة سليمة من العيوب ليس فيها لون يخالف لونها الأصفر فكل ما فيها أصفر ،فلما جاءهم هذا الوصف المحدد فرحوا وقالوا الآن جئت بالحق ثم قوموا يبحثون في المنازل والحقول عن هذه البقرة المحددة الأوصاف فوجدوا هذه البقرة عند فتى يتيم الأب وقد تركها له أبوه ولا يملك غيرها ،فلما رآها بنو إسرائيل وتأكدوا أنها البقرة التي حددها الله لهم ووجدوا إنها ينطبق عليها الصفات المذكورة تمامًا،طلبوا منه أن يعطوه بقرة احسن منها _في رأيهم _و يأخذوها منه فرفض،قالوا له إن نبي الله موسى هو الذي يريدها فقال الغلام انا و بقرتي ملك لله ورسوله ولكني لا أملك غيرها فهي كل مالي فطلبوا أن يذهب معهم إلى نبي الله موسى فوافق وذهبوا معًا ومعهم البقرة.قالوا يا نبي الله إنا وجدنا البقرة عند هذا الغلام فرفض أن يعطها لنا وعرضنا عليه الثمن، فنظر موسى إلى الغلام وقال له أعطهم بقرتك، فقال الغلام يا نبي الله مات أبي وأنا صغير وليس لي إلا أمي، وهذه البقرة هي ...


هي كل مالي وأنا أحق بمالي، قال صدقت. ثم قال للقوم ارضوا صاحبكم ،فلم يرضَى الغلام إلا بوزنها ذهباً فأعطوه ذلك، وكان هذا جزاء طاعته وطاعة أبويه وهكذا غرِم بنو إسرائيل مالًا كثيرًا للحصول على هذه البقرة؛ بسبب عنادهم وعصيانهم،أمرهم موسى عليه السلام بذبحها فذبحوها قال تعالى
‏ "فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ"
فأوحى الله تعالى إلى موسى أن يأمرهم أن يأخذ أحدهم جزء من البقرة ويضرب به الميت ضربة خفيفة واحدة فأمرهم بذلك فأمسك أحدهم ب عظمة من عظام البقرة وضرب بها الميت فأحياه الله بقدرته ،وكانت هذه معجزة كبيرة شاهدها كل الحاضرين، حيث جلس القتيل
تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا كأنه قُتِل الساعة! ،فلما جلس سألوه من قتلك؟!؛ فأشار إلى ابن أخيه الذي قتله وقال قتلني فلان هذا فأمسكوه فاعترف أنه قتله؛ ليأخذ ماله ويتزوج ابنته،ثم مات القتيل مرة أخرى بينما أمسك الناس القاتل وقتلوه.
وكانت معجزة بني إسرائيل هذه عبرة كبيرة و عظة عظيمة لهم،ليتبيّن لهم أن الله عز وجل على كل شيء قدير، وأنه سبحانه قادر على إحياء الموتى ومحاسبتهم وعقاب المسيء منهم ،و مكافأة المحسن قال تعالى
‏" وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُون (72).فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "(73).

ورغم هذه المعجزة العظيمة إلى أن بني إسرائيل استمروا في جحودهم وعصيانهم لنبي الله و وصفهم الله تبارك وتعالى بقسوة القلب قال تعالى
" ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "(74).
انتهت قصة اليوم ،كيف وجدتموها ؟!👀
وماذا تعلمتم منها ؟🤔


🆘




0 تعليق
إترك تعليق