Card image cap

"شَجاعة شَاب "💙💫

منذ 3 سنوات

بسم الله نبدأ⁦(✯
قصتنا اليوم عن ما حدث بين طالوت وجالوت ،لعلكم قرأتم هذه الأسماء في الجزء الثاني من القرآن الكريم ف تابِعوا لتعرفوا ما حدث ...


تدورُ أحداثُ قصَّة طالوتَ وجالوتَ حولَ ظروفِ بني إسرائيلَ وأحوالِهم؛ من بعد موسى عليه السلام ، فأبدَلَهم اللهُ بحُكم الأنبياءِ حكمَ المُلوكِ، فسلّط عليهم ملوكاً جبَّارينَ، أذاقوهُم من الظُّلمِ والجورِ ما أرهَقَهم، فسَفَكوا دِماءَهم، وبَدَّلوا أحوالَهم، حتَّى تَكالَبَ عليهِم غيرَ المُلوكِ أعداؤُهم، فظَهرَ الأعداءُ عَليهم فأوغلوا فيهم؛
فأصبَحوا شتاتاً مثل الغَنَمِ بِلا راعٍ، فسلَّطَ اللهُ عليهِم أعداءَهم، فكانَ هذا حالهم حتَّى بَعثَ الله فيهم نبيّاً.بَعثُ النَّبيّ لمَّا ضَعُفَ حالُ بني إسرائيلَ وطالَ بلاؤُهم، وذُلُّوا بعدَ عِزَّةٍ، رَغبوا إلى الله عزَّ وجلَّ يستنصرونَهُ بمَلِكٍ يُقاتِلونَ معه.و كان رد النبي عليهم و ماذا إن بعث الله الملك فتراجعتم ،و كعادة بني إسرائيل الغرور و الكذب ؛فزعموا أنهم لن يتخاذلوا عن القتال بعدما أصبحوا ضعفاء و سُلِبت ديارهم ، ولكن عندما نزل الأمر بالقتال أعرضوا و لم يثبت منهم إلا القليل.
‏قال تعالى "
‏أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ "


‏و بعث الله لهم طالوت ليحارب معهم ،و لأن عَادتهم الكِبر فقد اعترضوا على كونه مَلِكًا عليهم ،فقال لهم نبيهم أن الله اصطفاه عليهِم وأعطاه ما يعينه على القتال من المال وقوة الجسد .
‏قال تعالى " وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ".
‏لكن من حجودِهم طلبوا آية من الله ليصدقُوه ،فبعثَ الله لهم تابوت تحمله الملائكة وقد جعل الله في التَّابوتِ من السَّكينةِ والبَقيَّةِ ممّا تَرَكَ آلُ موسى وآلُ هارونَ ما يُعظِّمُ أَمرَهُ، ويُشرِّفُ قَدرَهُ، ويُظهِرُ البَرَكةَ فيه، وكانَ ضياعُ التَّابوتِ مِنهم سبباً في تخلُّفِهم وانكِسارِهم في حروب حدثت فيما بعد و كانَ ذلكَ فيهم جزاءَ تخلفهم عن القتال حين نزل التابوت و جزاءَ ما قَتلوا من الأنبياءِ، وانحرَفوا عن دَعوتِهم ومَسارِهم، فلمَّا كانَت بعض حروبِهم مع أهلِ غزَّة وعسقَلانَ هُزِموا، وأظهَرَ اللهُ أعداءَهم عليهِم، فانتَزعوا منهم التَّابوت.
‏قال تعالى " وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ".
وكانَ قِتالُ العَمالِقةِ وفيهِم مَلِكُهم جالوت أشدَّ ما يَجِدونَ من هوانٍ، وليسَ لبني إسرائيلَ قبيلٌ لِجالوتَ و خَرَجَ المَلك طالوت لِقِتالِ العمالِقةِ بجيشٍ يَبلُغُ ثمانينَ ألفَ مُقاتلٍ، خَرجوا معهُ كارِهين، فقالَ طالوت: (إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي)،فلمَّا بَلَغَ نَهرَ الأردنّ وهو نهرٌ بينَ الأردنّ وفلسطينَ عَذبُ المِياة، كانَ النَّهرُ مُبتَلاهم؛ ذلكَ أنَّهم شكَوا العَطَش، أو قيل: إنَّهم طَلبوا أن يَفصِلَ الله بينَهم وبينَ جالوتَ بِنهرٍ، فكانَ ابتِلاؤهم بالنَّهرِ ألَّا يشربوا من مائِه، إلاَّ من ....


اغتَرَفَ الماءَ بكفِّهِ فمعفيٌّ عنه، فجعلَ عامَّتُهم يشربونَ الماءَ ولا يروون، أمَّا علماؤهم ومن آمنَ فكانوا يغترفونَ الغرفةَ فيروون، فثَبَت مع طالوتَ أربعةُ آلافِ مُقاتلٍ، ورَجعَ عنه ستّةٌ وسبعونَ ألفاً،كان قد تركهم ؛لأنهم لم يَصْبروا على الإبتلاء فلا حاجةَ له بضعفاءِ الإيمان ،فلا يصبرُ على الجهادِ سوى من كان مؤمناً بلقاء رَبه، حتَّى إذا عَبرَ طالوتُ النَّهر بمن مَعه، قالوا: (قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ)،ف حَتى القلة المتبقية تخاذلوا عَن إكمالِ الطريق فلم يبقَ معَ طالوت سوى ثلاثمئةِ و ثلاثة عشرمُقاتِلٍ ، كالعدد الذي بقِيَ مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر و لكن الله نصرهم و هم قلة .
‏وكان فيهم-القلة الباقيةمع طالوت- أبو داودَ عليهِ السَّلامُ ومَعهُ من أبنائِهِ ثلاثة عَشَر، أصغَرُهم داود_كان شابًا صغيرًا-وكانَ الله قَد أجرى على يدِيه مُعجِزاتٍ أو كَراماتٍ رغمَ سنِّه، ومن ذلِكَ تَسبيحُ الجِبالِ، وتَسديدُ قذافتِه، فلمَّا كانَ القِتالُ واصطفَّ الجيشان،طلب جالوت أن يتقدم من يبارزه فلم يتقدم إلا داود عليه السلام و كان بارعًا في استخدام المقلاع و الذي مازال يُستخدم في فلسطين .
‏رَمى داودُ جالوتَ بِقذافَتِه، فأصابهُ بينَ عينيهِ، فأسقَطَه قتيلاً، فَلم يَزل حَجرُ داودَ يَقتُل كلَّ من أصابَهُ، ينفَذُ من الجندِ إلى غيرِهم، حتَّى هُزِمَ عَسكَرُ جالوت بإذن الله تعالى، فأنفَذَ طالوتُ عَهداً كانَ قَد قَطعهُ، وكان العهد بأن ينكح ابنته لمن يقتل جالوت و بأن يكون له المُلك ؛ ‏ فأنكَحَ ابنتَه داودَ قاتل جالوت، ثمَّ أجرى خاتَمَهُ في مُلكِه، فمالَ النَّاسُ إلى داود وأحبُّوه.
قال تعالى" ‏فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ.وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ .
انتهت قصتنا و من هنا علينا أن نتعلم منها كيف يكون جزاء الصبر والثبات على الإبتلاء !،و أنه بالدعاء الصادق و حُسن اللجوءِ إلى الله؛ يُنقذنا الله مما نستصعِب تجاوزه و إن استحالت الأسباب .
لأن كل ما يحدث...يحدث بإذن الله !


🆘

0 تعليق
إترك تعليق