لا بُدَ للمسافِرِ مهما بلغ طُولُ سَفَرِه أنْ يَعودَ إلى أرضِ وطنه
منذ 3 سنوات
لا بُدَ للمسافِرِ مهما بلغ طُولُ سَفَرِه أنْ يَعودَ إلى أرضِ وطنه، لكن َّ الأوفر حظاً هو من يعود وهو على قيد الحياة.
إلى العُصَاة، إلى المذنبين، إلى أولئك الذين أخطأوا فى حقِ الله ِ وأنا منهم،أَما ءآن الأوآن لكى نعودَ إِلى فطرتنا التى فطر َ الله الناس عليها.
لا تنظروا إلى أولئك الذين صَوروا لنا فى أفلامهم ومسلسلاتهمْ ، أن الدين َ موصوفُ بالشدة، فَكلما اقتربَ منه المرءُ كلما ضاق عليه الخناق، حتى أنه ليكره كل شئٍ يمت للدينِ بِصِلَه.
يُخرِجُونَ إلينَا أشخاصاً يؤدون دور الشيخِ أو العالمِ المتدينْ،يُخرِجونهم فى أقبح صورة، والحقيقةَ أنَّ القُبح منهم أجمل، كما أن الحقيقةَ أيضاً أنَّ هذا التصوير لا يَمُتُ للدينِ بِصِلَه، هذا يتعارضْ تماماً مع ما جاءَ فى القرآن الكريم،ومع ما أخبرنا به النبى صلى الله عليه وسلم.
سيدنا جبريل كان يتحدثُ مع النبى عما فعله عندما قال فرعونُ ءامنت أنه لا إلٰه إلا الذى ءامنت به بنوا إسرائيل،يقول(أى جبريل) أخذتُ أدس الطين فى فمهِ خوفاً من أن تدركهُ رحمةُ الله!!.
هذا فرعونُ وما جرائمه منا ببعيد ، قَتَّلَ الأطفال،واستحيٰ النساء، واتخذ نفسه إلها يُعْبَدُ من دونِ الله، وإن كانتِ الأخيرة جرمه فكفى بها إثما مبينا،حتى وصل إستهزائه أن قال لوزيرهِ هامان(وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ.أسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ)، حتى أن الله وصفه فى قرآنهِ أنهُ كانَ عالياً من المسرفين، أوبعدَ كلِ هذا كانَ من الممكنِ أن تدركه رحمة الله؟!!.
ألا تدركُ يا مسكين أنه مهما فعلتَ أنتَ وأنا لن نصل بأى حالِ من الأحوالِ إلى أفعال فرعون.
اللهُ تبارك وتعالى خاطبنى وخاطبك بأرجىٰ آية فى كتابه(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )، قالَ عبادى لتشملَ جميعَ من خلقْ،ثم قال أسرفوا والإسراف لا يكون إسرافا إلا إذا جاوز الحد،فمَهْمَا أذنبت فهناك مجال للرجوع، هناك ركنٌ تأوى إليه، هناك بابٌ تطرقه،هناك ربٌ غفورٌ رحيمٌ لا يرد محتاجاً إليه، تخيل معى عندما يحدث سوء فهم مع والدتك فإنها لا تُكِنُ شيئاً تجاهك، بل تترك أذرعها مفتوحةً لكْ لتعودَ إليها أَسِفَا،وعلى أكتافِها باكيا،لتعفو عنك وهى أولاً وآخراً بشراً مثلك، إلا أن الله أضفىٰ عليها عاطفة الأمومة،فكيف بالذى ليس كمثله شئ ومن أسمائه التوابُ الغفورُ الرحيمُ الذى هوَ أرحم بنا من أمهاتنا ،كيف يكونُ عفوه وصفحه؟!.
اللهُ تبارك وتعالى يقول فى حديثٍ قدسى فيما معناه أنه إن أتاه عبده حبوا أتاه مشيا،ومن أتاه مشيا أتاه ربه ركضا ،أما تريد أن تركضَ إلى الله؟، تفكر فى هذا السؤال وأَعِدَّ له الإجابة.
وتذكر عندما تضيق عليك دنياك ، وتُثقلُ الهمومُ صدركْ فهاك الحل:-
وكل ضيق بالله يتسع وكل هم به يزولُ
كل كرب به ينفرج وكل غم بقربه يذهبُ
كل وحشة بأنسه تمحىٰ
وكل قلبٍ خائف بذكره يطمئن أبدا
كل وحدةٍ بقرآنه تفنىٰ، وكل أثرٍ عنده يبقىٰ
وكل قدوةٍ دون نبيه تبلىٰ
أتاك ماشيا فاركض إليه ، عش معه ، وعش من أجله، فلا عيش إلا به
قف ببابه ونادى عليه يستجبِ
هو القريب لك يستمعُ
إذهب إليه بظمأك يسقيكْ
وهرول إليه بجوعك يكفيكْ
تذهب بالمعاصى إليه عاريا ، وبستره الجميل يكسيكْ
وإن فعلت خيرا فبكرمه عنه يجزيكْ
داوم على زيارته وأبشر بجنة فى الدنيا قبل الآخرة يبقيك
علق قلبك به تنعم بالوصال أبدا
من ذاق حب الله ما شقى أبدا
ومن أرشده إلى الطريق ما ضل بعدها أبدا
لبيك إن العيش عيش الآخرة .