Card image cap

"سورة الإخلاص"

منذ 3 سنوات


"سورة الإخلاص"..
سورةٌ مكيّة، مكونة من أربعِ آياتٍ فقط، أربعُ آياتٍ كانت كافية لتُسمى بالإخلاص، تلك الصفة الجليلة، التي لا يصح أي عملٍ للإنسان إلا بها، و لا يصل إليها إلا من اصطفاه الله بها سبحانه..
السورة بدأت ب"قُل"، الأمر من ربِّ العِباد، إلى رسوله لأمته؛ ليخبرهم بما أُنزل عليه، و جُلُّ القرآن نزل لنُخبر به، و للمفسرين أقوال في سبب أن الخبر لم يأتي مباشرةً و لكن بدأ بالأمر قُل، منها أنه يجب على المسلم تعلم تلك العقائد في الإسلام كما نزلت وأن يبلغها للناس، و أن يكررها دائمًا لما فيها من معانٍ عظيمة..
و قيل أيضًا؛ لأنها يجب أن تظل ثابتة كما هي في نفس الإنسان، لا تتغير بشيء، و لهذا يُستحب أن يَختَتِم بها المسلم يومه في قيام الليل، فقد وَرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأها في الوتر من كل ليلة.
و قيل: سأل المؤمنون بعدما رأوا قدرة الله و صفاته وعظمته في القرآن، فقالوا من فعل كل هذا؟
فكانت الإجابة "قل هو الله أحد"..
أحدٌ في صفاته، ليس كمثله شيء و هو السميع البصير.
صمدٌ، لا يحتاج لأي مخلوق، يصمد-أي يلجأ- إليه الجميع، و توضع عنده الحوائج كلها، فكما تلجأ إليه ليقضي حاجتك، فإنه من الأولى أن يرى إقبالك على كتابه و معرفة دينه و ما شرعه لك!
ولمَّا كان اسم السورة" الإخلاص"، كان لِزامًا أن يأتي معنى التوحيد بارزًا واضحًا، ينفي كل تعدي على الله بأنه له زوجة و ابن، أو أنه-حاشاه- قد وُلد من والد، فكان النفي قاطعًا "لم يلد ولم يولد"، و التوحيد في ذاته من أجَلِّ نعم الله على عباده، فلو كُلف الإنسان أن يُشرِك أحدًا مع الله في العبادة، لكان تكليفًا لا تُطيقه نفسه، و سبحانه العليم بنفوس الخلق لا يُكلفها ما لا يسعها..
و خُتمت السورة بالتأكيد على كل المعاني السابقة"و لم يكن له كُفوًا أحد"، لا يكافئه و لا يعادله شيء سبحانه و تعالى عن ذلك عُلوًا كبيرًا..
فاعرفه حق المعرفة، و اصمد إليه بحاجتك، و لا تُشرك معه أحدًا من خلقه في قلبك، و اعلم أنك متى التجأت إليه فإنك تركن إلى ركن شديد، لا يُعجزه شيءٌ في الأرض و لا في السماء💚..
☘️

0 تعليق
إترك تعليق