معًا من جديد و قصة جديدة أو بالأحرى معجزة جديدة✨
بسم الله نبدأ(✯
أول أمس كانت قصتنا عن نبي الله عيسى و عما وهبه الله من معجزات ،و اليوم نحن أمام معجزة أخرى ،قولنا أنه
لم يؤمن بدعوة عيسى -عليه السّلام- إلا فئةٌ قليلة من القوم، فناصرته واتبعت دعوته وصدّقته، حيث قال الله تعالى عنهم: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، وأطلق الله تعالى عليهم اسم الحواريين؛ لأنّهم أخلصوا نيّتهم له، وتطهروا من النفاق والخداع والغش، حتى أصبحوا كالشيء الأبيض الخالص الذي لا تشوبه شائبةٌ، وبسبب ذلك اتّبعوا الحقّ، وآمنوا بدعوة رسولهم، دون أن يخافوا أو يهابوا من أحدٍ؛ نصرةً للحقّ ودفاعاً عن دين الله تعالى، فعلمهم بدين الله تعالى كان علماً يقيناً، واعترافهم بربوبيّته كان اعترافاً كاملاً، واستسلموا للأوامر التي أنزلها على الأنبياء وخضعوا لها، وطلبوا منه أن يكونوا من العباد الأخيار، إلا أنّ الذين لم يؤمنوا من بني إسرائيل تآمروا على قتل عيسى عليه السّلام، حيث قال الله تعالى فيهم: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)، ولكنّ الله تعالى أنجاه من مكرهم ومخطّطاتهم وتدابيرهم، وطلب الحواريون من عيسى -عليه السّلام- إنزال مائدة من السماء، حيث قال الله تعالى: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ)،و رُوي عن عائشة -رضي الله عنها- أنّهم كانوا على علمٍ بقدرة الله تعالى على إنزال المائدة، ولكنّ عيسى -عليه السلام- طلب منهم الخشية من الله تعالى، وتحقيق التقوى في قلوبهم، وعدم طلب أمورٍ تؤدي إلى الفتنة، إلّا أنّهم بيّنوا له أنّ المقصود من طلبهم، هو نيل البركة، وتحقيق حاجتهم ورغبتهم في الطعام بعد تضييق بني إسرائيل عليهم، ولزيادة إيمانهم وتصديقهم بالحقّ، وشهادةً على معجزات عيسى عليه السّلام؛ إذ إنّ العلم المبني على المعاينة لا تدخله أيّ شبهةٍ أو اعتراضٍ، ثمّ توجّه عيسى -عليه السّلام- إلى ربّه بالدعاء والطلب في إنزال رزقٍ من السماء، وجعل هذا اليوم يوم عيدٍ للاحتفال والابتهاج، والتقرّب من الله تعالى، وشكره على الرزق،
وقيل أنه كان يدعو الله في تذللٍ وخضوع أظهر فيه الحاجة للإستجابة؛ فأنزل الله تعالى المائدة عليهم، وتوعّد من يكفر بعد زوالها بالعذاب الشديد.
فنزلت تلك المائدة من السماء و رأَوهَا بأبصارِهم تنزل ؛مائدة عظيمة و ذكر المفسرون الكثير عن كِبرها وأصناف الطعام التي كانت تحملها وعدد من أكل منها ،ذكروا في ذلك أعاجيب. وهذه كانت معجزة من معجزات نبي الله عيسى عليه السلام نسأل الله أن يصلي عليه وعلى نبينا وعلى جميع الأنبياء.
يقول الله تعالى:{إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ}سورة المائدة.
____
من أجمل ما يمكن أن نتعلمه من هذه القصة ألا ندعو الله وكأننا نطلب شيئًا من الجيد حدوثه و إلا فالحياة تستمر ؛بل علينا أن نظهر حاجتنا في الدعاء ونتذلل في الدعاء ف نقول يا رب ليس لنا سواك ف ندعوه و لا يكون الدعاء مجرد قولٍ باللسان بل نطلبه بقلوبنا أيضاً ونطمع فيما عند الله من الخير .
___
دمتم بخير ونلتقِي بإذن الله مع قصة جديدة 💙✨
🆘