كُنْ رجلاً لا ذكرًا

- انتِ ! اصحي جهزيلي العشا يلا قومي لسه مخمودة ليه "! قال هذه الجملة و صحبها بضربة من يده الثقيلة على جسد النائمة .. = حاضر. نطقتها في خضوع و استسلمت لما اراد و استقظت الساعة الثالثة فجرًا لتحضر الطعام لهذا الكائن الجاحد. ________ " سوء معاملة و تقدير المرأة " واحدة من أهم المشكلات -إن لم تكن الأهم - التي تعاني منها النساء عامةً و العربيات خاصةً، تخيل أننا في هذا العام 2020 و مازالت النساء تعاملن معاملة الجارية أو الخادمة المخصصة للرجل، لا اقول جميع الرجال لكن أقول مجموعة من اشباههم هم من اعتمدوا هذه الطريقة لمعاملة قواريرهم، قواريرهم اللاتي وصاهم نبينا (صلى الله عليه و سلم) عليهن، لم يعيروا وصيته أي انتباه و عمدوا إلى كسر هذه القوارير، حسنًا قبل أن تثوروا عليّ نحن -معشر النساء - مؤمنات كل الإيمان بدورنا و مهمتنا، لم تطلب أغلبيتنا أن ننزل لسوق العمل المتعب لأجل أحاسيس فارغة و مزيفة بالمساواة مع الرجل، لكن طلبنا الود و الرحمة و العطف، طلبنا المشاعر الأساسية و المعاملة الآدمية التي نستحقها . _______ هل كانت قدما ذاك الكائن- سبق و ذكرناه ف الأعلى - قد كُسِرَتا لو أنه توجه للمطبخ و تناول أيا ما يوجد و ترك تلك النائمة تنام بسلام؟ ألم تسهر عليه أمه مرارًا و تكرارًا و هو مريض و هي -المرأة - ترعاه رغم اجهادها؟ ألم يفكر كيف أنه كان ليشعر لو أنها من أيقظته؟ لا، لم يكن ليفكر لأن يديه تسبق عقله و تفكيره. ______ إلى كل شبه رجل أراد اكتمال رجولته فعلاً لا قولاً، باطنًا و ظاهرًا ..أحسن إلى قارورتك، لا تكسرها بفعلك و قولك، ارحمها و اعطف على ضعفها فهي من ضلعك، ألا يحنُّ سائر جسدك إلى قطعته المفقودة؟ أستظل تعتنق أفكار الجاهلية و بأنها خُلِقت لخدمتك و متعتك كثيرًا؟ ألا يمكن أن تظهر لها من المشاعر و لو القليل؟ ألا يمكن أن تكون سندًا لأمك، و حبيبًا ثانيًا لأختك بعد أبيك، و أمانًا و دفئًا لزوجتك؟ هل تطلب المرأة المستحيل منك؟ _______ رغم كل ما تلقاه المرأة و تتحمله في سبيل العائلة إلا أنها إن غضبت نسَتك، غضبها عارم و قوتها تفوقك و سلاحها مدمر ، فلا تغتر بحلمها و صبرها كثيرًا لئلا تعود بعدها نادمًا أسفا .