غريبُ القرآن💕2فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْـه ..

"فظن أن لن نقدر عليه"
هذه الاية في سورة الانبياء: في قصة يونس عليه الصلاة والسلام.
عندما قال سبحانه وتعالى وذا النون اللي هو يونس عليه الصلاة والسلام.
{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)} .
معنى قوله (فظن ان لن نقدر عليه) البعض يظن ان معناها فظن ان لن نتمكن من قدرته عليه او من السيطرة عليه او من احضاره. وهذا غير صحيح. لان معناها فظن ان لن نضيق عليه عندما يخرج ،لكن الله سبحانه وتعالى قد ضيق عليه في السفينة.
فرُمي من السفينة ثم ضيق عليه فأكله الحوت فأصبح في بطن الحوت. فهذا تضيقٌ عليه وابتلاء من الله _سبحانه وتعالى_ ليونس عليه الصلاة والسلام. فإذاً (فظن أن لن نقدر) نقدر معناها نضيق.
وهذا موجود حتى في سورة الفجر في قوله وتعالى: {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)} يعني قدر عليه رزقه معناها ضيق عليه رزقه.
فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن. فإذاً قدر هنا معناها ضيق عليه.
فظن ان لن نقدر عليه يعني فظن ان لن نضيق عليه في سفره او في مستقبله، ولكن الله _سبحانه وتعالى_ قد ابتلاه فضيق عليه كما حصل معه في السفينة فوقعت القرعة عليه فألقي من السفينة ثم التقمه الحوت وهو مليم كما ذكر الله فكان هذا تضييقاً عليه. فإذاً هذا تصحيح أو تنبيه لمن يظن أن : أن نقدر عليه اي نتمكن منه وإنما نقدر عليه أي نضيق عليه.
وهذه الكلمة فعلاً هي تستخدم بمعنى نقدر نسيطر او نتمكن ف قوله تعالى (قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذاباً). يعني هو المسيطر والمتمكن ولكن هنا (نقدر عليه)
في قصه يونس عليه السلام ف هي تستخدم أيضاً في التضييق على المرء.
بارك الله فيكم.

مصباح